1- لمحة عن تاريخ (تونس) القديم

جَمَعَ (عثمان بن عفان) -رضي الله عنه -الناس في المدينة لِفتح (إفريقية) التي سُمِّيت (تونس) بعد ذلك، وأُسندت قيادة الحملة لـ (عبد الله بن أبي سرح) والي (مصر) آنذاك، وتسمَّي الغزوة (غزوة العبادلة)، وانتصر فيها الجيش العربي الإسلامي سنة (27 هـ - 647 م) على الجيش البيزنطي في موضع يسمى (عقوبة). ثم توقفت العمليات العسكرية بـِِِِِِ (إفريقية) إلى حين انتهاء الفتنة الكبرى، وتتابع الفتح في عَهْد (معاوية بن أبي سفيان) -رضي الله عنه -والملوك مِن بعده.

بَقِيَت (القيروان) عاصمة لولاية (إفريقية) التابعة للدولة الأموية حتى سنة (132هـ - 750م)، ثم الدولة العباسية. كما تم السيطرة عليها من العُبَيْدِيِّن -الذين تَسَمُّوا بالفاطميين زورًا -، ودام حُكْم العبيديين في (تونس) 64 عامًا. وبعد عدة قرون استمر الصراع بين الإسبان وحلفائهم وبين العثمانيين في السنوات التالية؛ حتى تَمكن العثمانيون في النهاية سنة (982 هـ - 1574م) من طرْد الإسبان نهائيًا، بعد الانتصار عليهم في معركة (تونس).

عُرِفت (تونس) قديمًا باسم (ترشیش)، ولَمَّا أَحدثَ فيها المسلمون البنيان واستحدثوا البساتين؛ سُمِّيت (تونس)، وهي كلمة بربرية معناها (البرزخ). وقد توالت على الأراضي التونسية حضارات متعددة، بربرية وفينيقية ورومانية وعربية إسلامية، وما زال لهذه الحضارات بقایا عمرانية وبصمات ثقافية.

2- الاحتلال الفرنسي لـ (تونس)

سعتْ (فرنسا) -منذ أن استتب لها الأمر في (الجزائر) -إلى السيطرة على البلاد التونسية، وقد تمكنتْ بالفعل من تحقيق ذلك عام (1881م)؛ إذ تذرعت بهجوم بعض القبائل التونسية على الحدود مع (الجزائر)؛ لتدْخُل عسكريًا في البلاد التونسية، وتحاصِر قصر (الباي بباردو) -مَلِك تونس -یوم (12 مايو 1881م)، وقد عَرَض قائد الجيش الفرنسي الجنرال (بریار) والقنصل (روسطان) على (محمد باي) نص معاهدة (باردو)، التي فَرضتْ بمقتضاها الحماية على (تونس).

قاوم الشعب التونسي الاحتلال الفرنسي، لكن (فرنسا) قَمَعتْ المقاومة التونسية بمنتهى الشدة، ثم أخذتْ بعد ذلك في تثبيت لوضع الاحتلال بالبلاد؛ فأنشأت مجلسًا استشاريًا، وفَتحت الباب لمن يريد أن يهاجر لـ (تونس) مِن الفرنسيين والإيطاليين، واشتدت وطأة الفرنسيين على أهل البلاد، وأَحسَّ بذلك المسلمون؛ ذلك لأن (فرنسا) كانت تُركز على تذويب الهوية الإسلامية لأي بلد تَدْخله، وتَستهدف النواحي الثقافية للمسلمين؛ مما جعل المسلمين ينتفضون مرة بعد مرة، و(فرنسا) في كل مرة تَستخدم الشعار المعروف (لا هوادة).

حاولتْ الإدارة الاستعمارية أن تقنِّن إجراءاتها بهدف القضاء على اللغة العربية والشخصية الوطنية؛ فقد أَصدرت قوانین عدّة في هذا المجال تطالِب بأن يقتصر التعليم فيه على حِفظ القرآن، وعدم التعرض لتفسير الآيات التي تدعو إلى التحرر، واستبعاد دراسة التاريخ العربي الإسلامي والتاريخ الوطني المحلي، وجغرافية القُطر التونسي والأقطار العربية الأخرى، إضافة إلى عدم دراسة الأدب العربي.

لقد نجح الاستيطان الاستعماري في رفع نسبة الأمية في المنطقة، ونشر الجهل والشعوذة والخرافات، وواجه الشعب التونسي في المنطقة تحديًا حضاريًا أدَّي إلى عرقلة التعليم في أوساط المواطنين. وبهذا الأسلوب الهمجي في التعامل؛ أعاد الاحتلال الفرنسي (تونس) عقودًا إلى الوراء.

3- (الحبيب بورقيبة) في الميزان

4- (زين العابدين) رئيسًا لـ (تونس)

5- الصعود الإسلامي ومحنة التسعينات

6- (تونس) ما قَبْل الثورة

7- (محمد البوعزيزي): شرارة الثورة!

8- اشتعال الثورة وفرار (زين العابدين)

9- وقفات مع الثورة التونسية